القائمة الرئيسية

الصفحات

 

الأكمك خانة (شارع المتنبي)

شارع الأكمك خانة في العشرينيات

أوائل القرن العشرين في عهد العثمانيين كان شارع المتنبي يدعى (شارع الأكمك خانة) أي (شارع المخبز أو المطبخ) و (الأكمك خانة) في اللغة التركية تعني (المخبز أو المطبخ) وسمي بهذا الاسم لأنه كانت هناك بناية قديمة تابعة للجيش فيها نفر يطبخون الطعام والخبز ويعدونه من اجل تجهيز الجيش به.



شارع الأكمك خانة في الثلاثينيات

سمي الشارع بشارع المتنبي في الثلاثينات من قبل لجنة مؤلفة من أمانة العاصمة أطلقت على محلات بغداد أسماء جديدة وأدركت الشارع وفيه بعض المطابع منها مطبعة النجاح لصاحبها عبدالعزيز الدباس، ومطبعة جريدة العراق لصاحبها رزوق غنام وكان هناك في الشارع عدد من مجلدي الكتب يسميهم الناس (الصحاحيف) جمع صحاف منهم محمد إسماعيل الشيخلي كذلك السيد حيدر الجوادي، كما كان هناك عدد من الأطباء الأجانب منهم ماكس ماكوفسكي وكان المراجعون الذين يقصدون عيادته يملؤون أرصفة الشارع.

من طريف ما يذكر عنه أنه كتب لأحد مراجعيه المرضى وصفة دواء ذكر فيها (ورد اللسان الثور) الذي يسميه أهل بغداد (ورد ماوي) وقد كتب الاسم بالإصطلاح العلمي فبحث المريض في صيدليات بغداد الأربع يومذاك ولا خامسة لها فلم يجد هذا العلاج في حين أنه يباع في الشورجة بأربعة فلوس فاضطر المريض أن يدفع مبلغا قدره 8 دنانير للدكتور (ماكوفسكي) ليجلبه له بالطائرة من الخارج فلما تبين له أن (ورد لسان الثور) هو الورد ماوي تألم لهذا المبلغ الكبير الذي أنفقه في الحصول على الدواء ومن الأطباء العراقيين في شارع المتنبي الطبيب صائب شوكت وكان في بعض الفترات عميد لكلية الطب العراقية.


ظهور المطابع في شارع المتنبي

بعد مدة قصيرة كثرت المطابع في الشارع ومنها مطبعة المعارف لعبدالكريم القدوري ومطبعة سلمان الأعظمي ومطبعة الإرشاد وكثرت إدارات الصحف منها جريدة الحوادث لصاحبها عادل عوني ومجلة المنتهل لصاحبها عبداللطيف بستانة ومطبعة حميد العاني وقد انتقلت عدة مكتبات كانت داخل سوق السراي لهذا الشارع منها (المكتبة المصرية) لمحمود حلمي ونشأت كذلك مكتبات جديدة منها (مكتبة المثنى) لقاسم رجب كذلك (مكتبة البيان) لصاحبها علي الخاقاني ومكتبة النهضة لصاحبها عبدالرحمن حياوي، وكثر في الشارع باعة القرطاسية والحاجات المدرسية كما كثر المجلدون ومنهم الاعظمي وغيره، كما كانت هناك مطاعم منها مطعم لبيع (الكاهي) وقديماً كان في هذا الشارع ناد يسمونه نادي الفلاح وبعض النوادي الأخرى يقبل فيها روادها على معاقرة كؤوس الخمر وينفذ من هذا الشارع منفذ آخر يقابل هذا المنفذ فيه مسجد (حكمت سليمان) وفيه بيت آل رفيق السعيدي وكانت تصدر لهم فيه جريدة سياسية وينفذ كذلك لمتصرفيه بغداد وجامع السراي وإلى أمانة العاصمة.

وفي الشارع كثر عدد من المحامين منهم المحامي مهدي مقلد وعبد الحسين الكاظمي وفي هذا الشارع كانت مكاتب عدد من دلالي الأملاك كما كان فيه بيت كبير لفائق الآلوسي هدمه واتخذ منه سوقا شغله عدد من صاغة الذهب وكثر باعة الكتب في هذا الشارع ممن كانوا يطرحون كتبهم على الأرصفة وينفذ من هذا الشارع أيضا شارع يقابل شارع المحامي رفيق ينفذ لطرقات كانت فيها عدة مطابع منها مطبعة جريدة البند لعبدالقادر البراك وبعض باعة الورق منهم خليفة زيدان ومدرسة شاكر البدري أول مدرسة لجمعية التفيض الأهلية.


تبدلات شارع المتنبي (الأكمك خانة)

صار هذا الشارع تجارياً ذا ممر واحد تدخله السيارات من جهة القشلة ثم تخرج لشارع الرشيد وفي هذا الشارع فتح أحد الأشخاص اسمه راجي أول مكتب لبيع الصحف المحلية غير أنه لم يفلح في مسعاه إذ لم تتعاون معه صحف بغداد كلها وكان هناك معملا للكاشي كان يديره (طه أبو الكاشي) وهو الشخص الذي أدخل صناعة الكاشي للعراق أول مرة كان معمله يقع قريبا من مكتبة المثنى تحول لبناية كبيرة فيها سوق (كتب قيصرية) في الداخل تعود لورثته.




تعليقات

التنقل السريع