القائمة الرئيسية

الصفحات

العهد الملكي في العراق الاحزاب السياسية ومجلس الاعمار واليهود

 

الاحزاب السياسية العهد الملكي في العراق

تناولت في هذه المنشورات العهد الملكي بعهوده من حيث حكم الملك فيصل الأول والملك غازي الأول والملك فيصل الثاني، وتحديد مقتطفات من محطات الملوك الأوائل، وتسليط الأضواء على المؤسسة الملكية بإيضاح تعريفي، وكذلك إدارة الدولة الملكية عبر نموذجين لرؤساء الوزراء ابان ذلك العهد، والحديث عن المؤسسة العسكرية (الجيش)، ومؤسسة غير رسمية هي القبائل، ودور هاتين المؤسستين في رسم شكل الدولة العام، واستوضح أخيراً الأحزاب السياسية العاملة آنذاك وأهمها، والحديث حول مجلس الأعمار ذائع الصيت ومنجزاته، وتناول شريحة مجتمعية مهمة هم اليهود.

 

الأحزاب السياسية

بعد تتويج الملك فيصل ازدادت المطالبة بتأليف الأحزاب السياسية وكان الملك نفسه يدرك ضرورة وجود معارضة وطنية ليستطيع أن يضغط على بريطانيا في تحقيق المطالب الوطنية، فاستجابت الحكومة وأصدرت قانون الجمعيات في 2/7/1922، الذي أجاز تكوين الأحزاب ويمكن تقسيم الأحزاب التي ظهرت إلى أحزاب معتدلة تسند الحكومة التي تفاوض بريطانيا للحصول على اكبر قدر من المطالب الوطنية وأحزاب متطرفة غايتها معارضة الحكومة وانتقاد المعاهدات التي يراد عقدها مع بريطانيا وهدفها الحصول على الاستقلال.

 

تظاهرة لاعضاء حزب الحرية عام 1945

أهم الأحزاب

ومن أهم الأحزاب التي عملت في عهد الملك فيصل الأول وما بعد فترة حكمه:

-       الحزب الوطني العراقي الذي أسسه جعفر أبو ألتمن وأجيز 18/7/1922 وهو يدعو إلى استقلال العراق وإنشاء حكومة ملكية دستورية والدعوة إلى وصول البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة كما ظهر الحزب الحر العراقي الذي أسسه محمود النقيب 1921 بدعوة من المندوب السامي من اجل تأييد سياسة والده عبد الرحمن النقيب ولم يصمد طويلاً.

-       حزب الأمة الذي ضم الشباب والذي كان وطنياً في توجهه واضمحل نشاطه بعد فشله في انتخابات 1925 وكذلك حزب الاستقلال الذي دعا إلى المحافظة على ولاية الموصل واضمحل نشاطه بعد انتهاء قضية الموصل في العهد الملكي وكان له دور في الحياة السياسية، ومن الأحزاب التي ظهرت في العراق حزب الاستقلال الذي أُوسس عام 1946 برئاسة مهدي كبة ومعه صديق شنشل وفائق السامرائي، وكان هدفه تعزيز الاستقلال وتعديل المعاهدة العراقية البريطانية ومساندة الأقطار العربية وبناء حياة دستورية صحيحة ومحاربة البطالة.

-       الحزب الوطني الديمقراطي عام 1946 برئاسة كامل الجادرجي ومحمد حديد وحسين جميل.

-       الحزب الشيوعي العراقي والذي كان من اقوي الأحزاب الشيوعية في المنطقة مع الحزب الشيوعي الإيراني تودة وقد تأسس مركز للحركة الشيوعية 1934 وهناك من يرجح ظهوره إلى العشرينات، ويعتبر سلمان يوسف سلمان الملقب فهد ابرز زعماء الحزب الذين لعبو دوراً مهماً في تطوير نشاطه وعمل على ربطه بالكلومنترن في موسكو وقد درس في جامعة كادحي الشعب في موسكو 1938، واعدم في عام 1949 في عهد نوري سعيد ويلاحظ تغلغل اليهود في الحزب مثل يهود إبراهيم وساسون دلال وهو ما يفسر الإمكانيات المالية الكبيرة التي يتمتع بها فضلاً عن دعم موسكو.

-       حزب البعث في العراق في نهاية الأربعينات وجذب إليه الشباب ذوي الاتجاه القومي.

-       الحزب الديمقراطي الكردستاني ظهر عام 1946 ودعا إلى إعطاء حقوق الشعب الكردي في العراق سيما في الحكم الذاتي كما سجل في نهاية العهد الملكي 1957.

-       جبهة الاتحاد الوطني والتي ضمت حزب الاستقلال والوطني الديمقراطي والبعث ولم يتم ضم الحزب الشيوعي والديمقراطي الكردستاني لاعتراض حزب الاستقلال والبعث على ذلك وكان للجبهة تنسيق مع حركة الضباط الأحرار، ويمكن القول إن الأحزاب المعارضة تمتعت بهامش لا بأس به من الحرية سواءً عبر السماح لها بالوصول إلى البرلمان أو عبر صحافتها ويرافق ذلك التلاعب بالانتخابات وضمان حصول أحزاب السلطة على الأكثرية في أحيان كثيرة .

 

مجلس الاعمار1950-1958

 صدر قانون الأعمار عام 1950 في وزارة توفيق السويدي وأصبح حقيقة في أعقاب عقد نوري السعيد اتفاقاً مع الشركات الأجنبية على مناصفة الإرباح عام 1951 فزادت الإيرادات من (3) مليون دينار عام 1949 إلى (50) مليون عام 1953 مما أتاح للمجلس تمويل مشاريع عديدة وترأس المجلس نوري السعيد في وزارته الحادية عشرة وعضوية وزيري الأعمار والمالية وسبعة أعضاء آخرين يشكلون سكرتارية المجلس, إضافة إلى اللجان المختصة,  وكان عبدالكريم الازري وزير المالية قد رشح لمجلس الأعمار أهل اختصاص وخريجي أرقى الجامعات العالمية, وبينهم وزراء سابقون للاقتصاد والمالية وكان يراد لمجلس الأعمار أن يكون فوق الوزارات وإنها تأخذ منه التوصيات في التصميم والتنفيذ ويشرف على أدائها كما أن المجلس اعتمد على شركات استشارية دولية في وضع مشاريعه وقد أنجز مجلس الأعمار سدة وبحيرة الثرثار وسدة الرمادي وبحيرة الحبانية وسد دوكان وسد دربندخان وجسور في بغداد والموصل ومدن عراقية اخرى, فضلاً عن محطة قطار بغداد ومصانع الاسمنت والسكر والنفط والغاز والطاقة الكهربائية, فضلاً عن إنشاء الطرق البرية وسكك الحديد والإسكان.

إن الحكومة العراقية خصصت 70% من عائدات النفط لمجلس الأعمار, وتم التركيز على البنية التحتية لتحقيق تنمية شاملة وتطوير موارد البلاد ورفع مستوى المعيشة, وكانت ميزانية مجلس الأعمار منفصلة عن الميزانية العامة لأنها تعتمد على العائدات النفطية, وعند قيام ثورة 14 تموز 1958 كانت هناك عدة مشاريع قيد الإنشاء مثل مدينة الطب وبناية البرلمان ومستشفى الكرخ ومستشفى الكاظمية وجامعة بغداد في الجادرية وتوقفت مشاريع أخرى مثل مطار بغداد ودار الأوبرا وفندق هيلتون وملعب رياضي كبير وغيرها من المشاريع والتي عهد في وضع تصاميمها إلى مؤسسة أمريكية متخصصة, وقد انتهى دوره بعد قيام ثورة 1958.

 

صورة تجمع أعضاء مجلس الأعمار




يهود العراق

تعود أصول يهود العراق إلى السبي الآشوري في القرن الثامن ق.م. عندما نقل سرجون الآشوري عشرة ألاف يهودي تم إسكانهم في المنطقة الكردية من العراق. وقد حافظ اليهود على وجودهم في المنطقة على مر العصور ولم يتعرضوا إلى سوء المعاملة أو اضطروا إلى الهجرة، ومع مرور الزمن أصبح هؤلاء يتكلمون اللغة الكردية ويلبسون الملابس الكردية ويعملون بالرعي وغزل الصوف والزراعة. وكان من أهم مناطقهم عقرة وزاخو والعمادية ويعود أصل يهود وسط وجنوب العراق إلى السبي البابلي عندما نقل في السبيين الأول والثاني 586 ق.م. (33) ألف يهودي, حيث عوملوا معاملة حسنة من قبل العراقيين واشتغلوا في التجارة والحرف فضلاً عن الزراعة, وكتب التلمود البابلي في بابل, والذي يتميز عن التلمود الاورشليمي بكثرة فصوله وأبوابه واشتماله على مختلف جوانب الحياة، ويلاحظ إن اليهود عاشوا في ظل العصور الإسلامية التي مرت بالعراق حالهم حال بقية العراقيين الذين احترموا دينهم, وقد مارس اليهود نشاطهم الثقافي بكل حرية كما عملوا في الأجهزة الإدارية للدولة سيما المالية.

مشاكل الطائفة اليهودية بدأت مع ظهور الفكر الصهيوني الذي انقسم يهود العراق تجاهه بين مؤيد ومعارض فضلاً عن تأييد بعضهم للاحتلال البريطاني، وربما كان أهم حدث هو إخراج بعض اليهود من الوظائف فقد كانوا بفضل تعليمهم العالي يوجدون بشكل كبير في دوائر الدولة وحدث هذا في وزارة ياسين الهاشمي 1935-1936 مما أثار حركة احتجاج كبيرة لليهود ثم جاء الحادث الأكثر خطورة في أعقاب فشل حركة رشيد عالي الكيلاني إذ أصبح هناك غضب شعبي عارم ضد اليهود بسبب اشتراك صهاينة مع الجيش الأردني الذي قدم الدعم للانكليز وهم في الأرغون زفاي وبعضهم نقله البريطانيون إلى الحبانية قبل إحداث 1941, وعندما أعلنت الحرب تضامن الشعب مع جيشه وحكومته إلا اليهود الصهاينة عبروا علناً عن تضامنهم مع بريطانيا, وعندما فشلت الحركة ودخل الانكليز بغداد خرج اليهود إلى المطار لاستقبال الوصي مما أثار غضب العراقيين واصطدموا مع اليهود وأسفر الحادث عن بعض الجرحى، كما إن اليهود عبروا عن شماتتهم من الجيش المنسحب من الحبانية مما أدى إلى حدوث الفرهود المشهور الذي اشترك فيه بعض الرعاع الناس الغاضبين, فضلاً عن عدم وجود حكومة في بغداد واستمر الفرهــود من 2-3/6/1941 ونهبت فيــه بيــوت ومحلات يهوديــة وقتــــل 180 يهوديــاً وجرح الفان وقدرت الأموال التي سرقت ونهبت بمليون جنيه إسترليني.

أما عن موقف يهود العراق من قضية فلسطين فيمكن القول أن معظم اليهود غير متصهينين فقد كانت أوضاعهم الاقتصادية جيدة وممتازة بل أن بعض مثقفيهم كان يطلق على يهود العراق (اليهودي العربي) وتعاطف مع القضية الفلسطينية. كما زاد الطين بلة وجود الكثير من اليهود في الحزب الشيوعي والذين دعموه مالياً وعندما كان يلقى القبض عليهم كانت الحركة الصهيونية تعتبر ذلك اضطهاد لليهود.

وعندما أعلنت دولة إسرائيل 1948 ازدادت وتيرة النشاطات الصهيونية من اجل إرغام يهود العراق على الهجرة فغادرت إعداد منهم بطرق غير شرعية. ولا بد من الإشارة إلى إن حوادث استهداف الأماكن الثقافية والترفيهية والدينية لليهود 1950- 1951 خاصة في بغداد ثبت أن ورائها يهود صهاينة لإجبار يهود العراق على الهجرة مما زاد عدد الراغبين في إسقاط الجنسية العراقية والهجرة إلى فلسطين.

وقد ناقش مجلس النواب والأعيان قانون إسقاط الجنسية عن اليهود وتم إصداره سنة 1950 وقد كان القانون لمصلحة الصهيونية التي كانت تريد جلب اكبر عدد ممكن من اليهود. فغادر إلى سنة 1951 أكثر من 113 ألف يهودي إلى فلسطين عن طريق إيران وقبرص ولحجز أموال اليهود سيما العقارات شرع قانون الأموال المجمدة 1951 ولم يمس القانون اليهود الذين رفضوا إسقاط جنسيتهم، وأخيرا فان أخر هجرة يهودية كانت عام 1970 حيث رحل (3) ألاف يهودي عبر كردستان إلى إيران ثم إلى فلسطين.

 

تعليقات

التنقل السريع