القباب المخروطية في العراق:
لا يذكر تاريخ العراق القديم إلا والفنون المعمارية حاضرة في أدق تفاصيله، وما أن تشير إلى تلك الحقب ومراحلها إلا وأنت مأخوذ بفتنة الزخارف الإسلامية وأشكال القباب وجمال التصاميم من البناء والتكوين، والتميز المعماري الفريد في العراق لم يكن وليد لحظة زمانية عابرة، أو جاء تماشياً مع وجود حاكم جديد أو عائلة حاكمة في العراق، فلقد سجلت الفنون العريقة في بلاد الرافدين منذ مئات السنين إبداعاً إنسانياً فاق مثيله من بين الدول الأخرى تجلى واضحاً في عناصر وخصائص بناء النقوش والزخارف والفسيفساء وفنون الآزج التي يشير إليها الفيروزابادي في قاموس المحيط وبطرس البستاني في محيط المحيط والعلامة مصطفى جواد، ومن المؤكد أن ثمة عوامل كثيرة ساعدت في نشأة هذا الفن العريق، ولعل التحكم في مادة الطين السهلة وطبيعة البيئة الزراعية هي من ساعدت على إبراز الفنون المعمارية المختلفة وانتشارها في مراحل امتدت حسب سجلات التاريخ ولجان التنقيب إلى فترة أواخر أوروك وبداية عصر جمدة نصر، يعتبر العراق موطن مهم للقباب المخروطية في العالم الإسلامي وانتشر هذا النوع من القباب خلال العصر السلجوقي في العراق، وقد انتقل هذا الفن المعماري من البناء فيما بعد من العراق إلى البلدان المجاورة له فظهر في سوريا وإيران.
عمارة القباب
وعلى
الرغم من أن تاريخ ظهور القبة غير معروف بالضبط، إلا أن هنالك أشارات ترجح ظهور
القبة في القرن الأول أو الثاني الميلادي، علماً بأن نظام القوس في البناء كان قد
بدأ في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد، ظهرت
القبة في العراق وبلاد الشام أولاً، ولكن من غير المعروف في أيهما ظهرت أولاً،
ويرى عدد من الباحثين المتخصصين في فن العمارة إن العراقيين القدامى هم أول من
ابتكر المبادئ الأساسية لعمارة القباب، أما سبب ابتكار مثل هذا الفن المعماري،
فربما يعود إلى عوامل طبيعية وبيئية، حيث كان اتجاه البناء العراقي القديم
لاستغلال مادة الطين المرنة والمتوفرة بكميات كبيرة، وكذلك الآجر.
ومن
ثم فإن طبيعة البيئة دفعت بالبنّاء إلى استنباط أساليب جديدة يتخلص معها مما يواجه
بناءه من مشكلات، إذ تتميز القباب بأنها تعكس معظم الأشعة الشمسية الساقطة على
سطحها الخارجي المحدب، وتتخلص من القسم الأخر الذي ينتقل إلى الداخل على شكل طاقة
بواسطة المنافذ الواقعة أسفلها مباشرة، وبذلك تتخلص الأبنية من أكبر مشكلة حرارية
تواجهها خلال موسم الصيف الطويل.
وهذا
ما لا تتيحه السقوف المستوية، كما أنها تساعد كثيراً في توزيع الثقل الناجم عن
السقف على أجزاء البناء، وكذلك بالنسبة لأسس البناء. وفوق كل ذلك، فهي تحقق
أغراضاً جمالية وتزيينية، وتضيف على البناء نوعاً من القدسية والعظمة التي تدعو
إلى الخشوع والتأمل، والقباب ليست
كلها مخروطية، فهناك القبة نصف الكروية والمدببة والبصلية والمدببة المنبعجة، وهذه
القباب ربما تكون أوسع انتشاراً قديماً وحديثاً.
والقباب المخروطية في العراق في الأغلب نوعين:
١- قباب مخروطية مقرنصة.
٢- قباب مخروطية مضلعة.
كما وهنالك بعض الطقوس
والعادات العراقية التقليدية في شهر رمضان المبارك، والتي تكاد تكون ملتصقة به،
خاصة في ما يتعلق بزيارة المزارات والأضرحة، من الأماكن التي يرتادها أهل العراق
بكثرة في مثل هذه الأيام، وربما يقضون فيها الأماسي، سيما تلك التي تتميز بطابعها
الفريد، الذي يندر وجود مثيل له في بلدان أخرى، ونحن نقصد هنا المزارات ذات القباب
المخروطية، التي تجسد أروع ما ابتدعه المعمار العراقي، والتي يقف أمامها
الشخص مسمراً تعجباً أمام هذه الفنون المعمارية، والتي تتجلى منافساً عسيراً أمام
القصور والمباني الحديثة، وهي تنظر إلى الفنون المعمارية القديمة، التي تعكسها
القباب المخروطية على المشاهد والأضرحة، بكل ما فيها من التعقيد الشديد، الذي يسعى
لخلق فضاءات معمارية وأشكال فنية تشيع الرهبة وقوة التأثير في النفس.. وربما يكون
هذا التعقيد سبباً في اقتصار هذا الفن المعماري على المشاهد والأضرحة.
ومن أهم الأضرحة الموجودة:
مقبرة الست زبيدة
تقع مقبرة الست زبيدة ضمن مقبرة الشيخ معروف، بجانب الكرخ في بغداد، وتعلو قبرها قبة مخروطية الشكل تستدق من الأعلى، وتتسع كلما اتجهت نحو القاعدة، أما الست زبيدة، كما يعرفها الناس، فهي زوجة الخليفة هارون الرشيد، وهي بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور، الذي يعود نسبه إلى العباس بن عبد المطلب بن هاشم، أم الأمين محمد بن هارون الرشيد لقبها جدها بزبيدة.
قباب الموصل
وتضم محافظة نينوى أكبر عدد من القباب المخروطية، إذ تضم ست قباب من هذا النوع، الأولى في ضريح الإمام عبد الرحمن، وهو في الأصل المدرسة العزية، التي بناها الملك مسعود بن مولود، والتي يعود تاريخها إلى النصف الثاني من القرن السادس الهجري، والثانية تقع شمال مدينة الموصل، وتضم ضريح الإمام يحيى بن القاسم، يبلغ عدد القباب المخروطية في العراق (أكثر من20) قبة مخروطية وهي تتوزع في مختلف أنحاء العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وهي كالتالي:
١-قبة ضريح الإمام عبد
الرحمن، الموصل/ محافظة نينوى المدرسة العزية.
٢-قبة ضريح الأمام يحيى أبو
القاسم، الموصل/محافظة نينوى المدرسة البدرية.
٣-قبة ضريح الأمام عون
الدين، الموصل/ محافظة نينوى.
٤-قبة ضريح الأمام الباهر، الموصل/
محافظة نينوى.
٥-قبة ضريح الشيخ فتحي، الموصل / محافظة نينوى.
٦-قبة جامع النبي يونس، الموصل/ محافظة نينوى.
٧-قبة جامع النبي دانيال،
الموصل/ محافظة نينوى.
٨-قبة جامع النبي شيت، الموصل/ محافظة
نينوى.
٩-قبة ضريح الشيخ عدي،
سنجار/ محافظة نينوى من مزارات الايزيدية.
١٠-قبة ضريح الست زينب قضاء
سنجار/ محافظة نينوى.
١١-قبة ضريح الأمام محمد الباقر
البيطار العزي الأعرجي، قضاء داقوق/ محافظة كركوك.
١٢-قبة الأمام محمد الدوري،
قضاء الدور/ محافظة صلاح الدين.
١٣-قبة مقام الشيخ خضر ناحية
كبيسة /محافظة الأنبار.
١٤-قبة ضريح الشيخ حديد، قضاء
حديثة / محافظة الأنبار.
١٥-قبة ضريح نجم الدين، قضاء
حديثة/ محافظة الأنبار.
١٦-قبة ضريح زمرد خاتون، جانب
الكرخ / محافظة بغداد.
١٧-قبة ضريح الشيخ عمر
السهروردي، في جانب الرصافة/ محافظة بغداد.
١٨-قبة الولي السيد عبود، ساحل
النهروان/ ديالى.
١٩-قبة مشهد الشمس، قضاء
الحلة/ محافظة بابل.
٢٠-قبة ضريح ذو الكفل، قضاء
الكفل/ محافظة بابل.
٢١-قبة الأمام نوئيل، العمارة/
محافظة ميسان.
٢٢-قبة ضريح الحسن البصري، قضاء الزبير/ محافظة البصرة .
وهنالك المزيد قد تم تدميره أثناء اجتياح هولاكو للعراق أما بالموصل فكان التدمير كبير لم تبقي المنظمات الارهابية شيئ.
نصير النهر معالم إسلامية
مصطفى ابن جهجاه الكبيسي
علاء الدين احمد العاني، المشاهد ذات القباب المخروطة في العراق
تعليقات
إرسال تعليق
أكتب تعليقاً مناسباً حول الموضوع