التصحر مشاهدات وحالات اختناق
العراق
نقل الآلاف المواطنين إلى المستشفى بسبب العاصفة الترابية الشديدة
التي أدت إلى شل وتوقف البلاد، إذ تسببت العاصفة الترابية الثامنة في غضون شهر تقريبًا
في زيادة حالات دخول الطوارئ بالمستشفيات لأسباب تتعلق بالجهاز التنفسي.
![]() |
العاصفة الترابية وهي تزمجر في عموم العراق |
مواطن (شاب عراقي)
كان (ع م) البالغ
من العمر 18 عامًا ، يميل على كتف والده ويمشي ببطء، في مستشفى البصرة التعليمي لتلقي
العلاج بعد أن تدهورت حالته الصحية بسبب العاصفة الرملية التي ضربت العراق يوم الاثنين
16/5/2022، فتقدم منه مراسل صحفي لأحد الصحف الالكترونية لكن (ع م) لم يكن قادرًا على
التحدث مع المراسل بسبب مشكلة في التنفس، وأوضح والده حالة الابن:
"ابني يعمل
في مطعم عندما عاد إلى المنزل الساعة 3:30 مساءاً، أخبرني أنه لا يستطيع التنفس أو
الأكل أو الشرب بشكل صحيح. قدت سيارتي مباشرة إلى المستشفى ودخلنا قسم الطوارئ لفحص
حالته، وأخبرنا الطبيب أنه يجب إدخال (ع م) إلى غرفة الطوارئ للحصول على قناع أكسجين
لأنه يعاني من صعوبة في التنفس بسبب العاصفة الترابية قال الأب".
يقول الطبيب للأب
"تم إدخال ما لا يقل عن 4000 شخص إلى المستشفى بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي منذ
صباح يوم الاثنين، وأجبرت العاصفة على إغلاق مباني الإدارة العامة والمدارس والمطارات
والشركات"، العاصفة الترابية هي الثامنة منذ منتصف نيسان/ أبريل التي تضرب العراق،
والتي تضررت بالفعل من تغير المناخ.
![]() |
شاب بصري يمارس رياضة السباحة خلال العاصفة الترابية |
رأي الخبراء
أرجع الخبراء العواصف
الرملية الشديدة المتكررة في العراق إلى عوامل من بينها قلة هطول الأمطار، وحدوث التصحر،
وفقدان الحزام الأخضر في جميع أنحاء البلاد، وتغير المناخ. إذ أسفرت العاصفة الرملية
الأخيرة في وقت سابق من هذا الشهر عن وفاة شخص واحد على الأقل، وتعين على 5000 آخرين
نقلهم إلى المستشفى بسبب مشاكل في التنفس.
البصرة
محافظة البصرة ثاني
أكبر مدن العراق، تسببت العواصف الرملية في نقل 1136 شخصًا إلى المستشفيات، بسبب المشاكل
التنفسية الحادة حتى صباح الآخر، بحسب ما قاله المتحدث باسم مديرية الصحة في المدينة
، خالد سلامة. كما قللت العاصفة من الرؤية على الطريق الدولي، مما تسبب في ارتفاع حاد
في حوادث السيارات وتباطؤ حركة المرور بشكل كبير بين البصرة والمدن المجاورة الأخرى،
كماأعلن محافظ البصرة أسعد العيداني يوم عطلة في جميع أنحاء الإدارة العامة بالمدينة
رداً على العاصفة الرملية.
الإدارة الصحية
قال رئيس مستشفى
البصرة التعليمي محمد رفعت لموقع إن الأدوية المتوفرة لديهم في الوقت الحالي كافية
لتغطية احتياجاتهم، "لدينا كمية لا بأس بها من الأدوية في صيدلياتنا العاجلة.
أعتقد أنها كافية لتغطية جميع المرضى الذين يعانون من صعوبات في التنفس اليوم وفي الأيام
القليلة المقبلة". وأضاف رفعت أن مستشفاه استقبلت نحو 50 مريضا يوم الاثنين فقط.
"وما جعلنا مستعدين لهذه العاصفة الرملية هو أن البصرة تقع في قاع العراق، لذا
فإن وصول العاصفة الرملية يستغرق وقتًا طويلاً، لهذا السبب نحن محظوظون لأن لدينا بعض
الوقت حتى يكون المستشفى جاهزًا لاستقبال الناس من جراء العاصفة ".
![]() |
من وسط بغداد للمصور فهد |
شهادات حية لحالات اختناق
مواطن (خمسيني)
(ع ع) 50 عام، من سكان البصرة، ذهب إلى المستشفى بعد تعرضه للعواصف الرملية للمرة السادسة
خلال أسابيع، لم يستطع (ع ع) التحدث بسهولة وهو يرتدي القناع، لذلك تحدث بلغة الإشارة،
وساعده شقيقه الصغير في الترجمة:
"صباح الاثنين،
كنت أصلح سيارتي أمام منزلي مباشرة ولا أتذكر ما حدث لي، لكنني على الفور شعرت بالسوء
وعدم القدرة على التنفس. طلبت من أخي أن يقودني بسرعة إلى المستشفى. كنت حرفيا على
وشك أن أموت ولكن الحمد لله ما زلت أستطيع التنفس".
مريض آخر، (خ ن) 43 عام، انتهى به المطاف في المستشفى لتلقي العلاج
في صالة الطوارئ قال وهو يمشي عبر ممرات المستشفى ويسعل وهو يضع منشفة على أنفه إنه
شعر بالاختناق في الساعة 3 مساءً عندما غطى الغبار الأحمر سماء المدينة بأكملها:
"أصاب بالمرض
دائمًا كلما هبت عاصفة رملية، ولكن اليوم الاثنين كانت العاصفة غير متوقعة وقوية للغاية
قبل مجيئي إلى المستشفى، قامت عائلتي بتشغيل مكيف الهواء لاستنشاق الهواء النقي ولكن
مكيف الهواء كان يضخ الغبار".
تعليقات
إرسال تعليق
أكتب تعليقاً مناسباً حول الموضوع